ويبقى الشعر
لا تنتظرْ أحد
فلن يَأتى أحَدْ.
لم يَبقَ شَيءٌ غيرَ صَوتِ الريّح ِ
والسَّيفِ الكـَسيح.
ووَجْهِ حُلم ٍ يَرتعدْ.
الفارسُ المخدوع ألقى تاجَهُ
وَسْط الرّياح وعَادَ يَجْرى خائِفا
وَاليَأسُ بالقلـْبِ الكـَسِـير قـَد اسْـتبَدْ
صُورٌ عَـلـَى الجْدران ترصُدُها العُيونُ
وكلـَّما اقـْتربَتْ. تـُطلُّ وتـَبتـَعِدْ.
قـَدْ عادَ يَذكرُ وجهَهُ
والعَزمُ فى عَيْنيهِ
والأمجادُ بَيْنَ يديـِه
والتـَّاريخُ فى صَمتٍ سَجدْ
الفـَارسُ المخْدوعُ فى ليل الشـّـتاءِ
يَدورُ مذعُوراً يفتـّشُ عَنْ سَندْ
يَسْرى الصَّقيعُ عَلـَى وُجُوهِ النـَّاس ِ
تنـُبتُ وحشة فى القـَلـْبِ
يفزعُ كـُلُّ شَىء فى الجسَدْ
فِى ليْلةٍ شتـْويَّةِ الأشبَاح ِ
عَاد الفـَارسُ المخْدوعُ منكـَسِراً
يَجرُّ جَوادَهُ
جُثــَثُ اللـَّيـالِى حَوْلـَه
غيَر النـَّدامةِ مَا حَصدْ
تَركَ الخيـُولَ تفـِرٌّ مِنْ فرسَانِها
كانت خـُيولكَ ذاتَ يَوم ٍ
كالنـُّجوم بـِلا عَددْ
أسرَفتَ فِى البَيع الرَّخيص ِ
وَجـِئتَ تـَرجُو مِنْ أعاديـِكَ المَدَدْ
بـَاعُوك فى هَذا المزَاد
فكيفَ تسْمعُ زَيفَ جَلادٍ وَعَدْ؟!
الفـَارسُ المخدوع ُ ألقـَى رأسَهُ فوقَ الجدَار
وكلُّ شَىءٍ فِى جَوانِحهِ هَمدْ
هَربتْ خيولكَ من صَقيع اليَـأسِ
فالشـُّطآنُ حاصَرَها الزَّبدْ
لا شىءَ للفِرْسان ِ يَبْقـَى
حِينَ تنكـَسِرُ الخُيولُ
سِوَى البَريق ِالمرتـَعِدْ
وعَـلى امْـتدادِ الأفـْق تـَنتـَحبُ المآذنُ
والكـَنائسُ. والقِبَابُ
وصَوْتُ مَسجُون سَجدْ
هَذِى الخُيولُ تـَرهَّـلتْ
ومواكبُ الفرْسان ينقـُصُهَا
مَعَ الطـُّهر ِ. الجَلـَدْ.
هَذا الزمَانُ تعفـَّنتْ فيهِ الرُّءوسُ
وكـُلُّ شَىءٍ فى ضَمائِرها فسَدْ
إنْ كانَ هَذا العَصْرُ
قدْ قطعَ الأيادِىَ والرّقابَ
فكيفَ تأمنُ سُخط برْكان خَمَدْ.
هَذِى الخُيولُ العَاجـِزَة ْ
لنْ تـَستـَطيعَ الرَّكضَ فى قمَم الجبَال ِ.
وَكـَلُّ ما فِى الأفـْق أمطارٌ ورَعْدْ
مَاذا سَيْبقى للجَوادِ إذا تـَهاوَى
غيرَ أنْ يرْتاحَ فى كفـَن ولـَحْدْ
الفارسُ المكـْسورُ ينظرُ.
والسَّماءُ تطلُّ فى غـَضَبٍ
وَبينَ دمُوعِها.
تخـْبُو مَواثيقٌ وعهْدْ.
خَدوعُكَ فى هَذا المزادِ
ظننتَ أنَّ السُّمَّ شـَهدْ.
قتلوكَ فى الأمس القريبِ
فكيْفَ تسألُ قاتليكَ
بأنْ تموتَ بحبْـل وُدْ.
قدْ كـُنتَ يَوماً
لا ترى للحُـلم ِ حدا أىَّ حَدْ
والآن حَاصرَكَ المرَابـِى
فى المزَاد بألفِ وَغدْ
هَذا المرَابى.
سَوْفَ يُخلفُ كلَّ يوم ألفَ وَعدْ.
لا تحزَنِى أمَّ المدَائِن لا تـَخـَافِى
سَوْفَ يُولدُ مِن رمَاد اليوْم غـَدْ
فغدًا ستنبتُ بينَ أطـْلال الحُطام ِ
ظلالَ بُستـُانٍ. ووَردْ.
وغدًا سيخْرجُ من لظى هَذا الرُّكام ِ
صَهيلُ فرسَان. ومَجْدْ.
الفارسُ المكسُورُ
ينتظرُ النـّهاية فى جَـلدْ
عَينـَان زَائغتـَان..
وَجْهٌ شَاحِبٌ.
وبَريقُ حُلم ٍ فى مآقِيهِ جَمَدْ.
لا تنتظِرْ أحَداً فلنْ يَأتِى أحدْ.
فالآنَ حاصَرَكَ الجلِيدُ إلى الأبدْ.
تعليقات
إرسال تعليق